أمريكا والاندحار الى الهاوية
في تطورات ادراماتيكية شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية وفي الكثير من ولاياتها الخمسين بعد مقتل الرجل الأسود من قبل الشرطي الامريكي في تصرف وحشي ليس مستغرب من قبلنا لعقلية الامريكي المتغطرس والتي شهدها العراق لعشرات الانتهاكات التي صدرت من جنود الاحتلال الامريكي وهذه الحادثه فجرت ردود فعل غاضبه ليس من قبل السود الامريكين بل تعاطف معها الكثير من البيض والذين غادرتهم أساليب الفصل العنصري ولكن مقتل هذا الزنجي كان سبب في انداع أعمال عنف ونهب هي من المؤكد ردود فعل لما كانت فيها السلطات الامريكيه وقادتها واعني به ادارتهم السقيمه في التعاطي الذكي مع هذه الحادثه أضافة الى تراكمات أدارة ترامب في التعاطي مع جائحة الكورونا والتي أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية ضعفا وعجزا ونقصا في الاحتياجات الطبيه (حتى باتت تطلبها من الصين عدوها اللدود) والتي جعلت الوفيات فيها تحتل المرتبة الأولى بين الدول ناهيك حجم الاصابات التي تجاوزت المليون أصابه وان هذه الإدارة اثبتت لا مبالاتها في وصول هذا العدد من الموتى الى اكثر من 300000 الف ضحية واذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بارئيسها ترامب يتفاخرون بانهم دولة تحتل المرتبه الأولى في العالم في التقدم التكنولوجي والعسكري والاقتصادي ولكن القول شي والواقع شيئا أخر .خاصة انها اضهرت أمريكا من الناحية الانسانيه زيف تبجها بحماية حقوق الإنسان وديمقراطيتها الكاذبه ان هذه الأحداث أظهرت بشكل جلي ان العقلية التنفيذيه التي عليها جهاز الشرطة الامريكيه هي عقلية متسلطه وانه جهاز لا إنساني ويتعامل بافراط مع مواطنيه وكذلك ان المسؤولين الامريكين لا يبالون في الاهتمام بالحياة الاجتماعيه لذلك نقول ان هذه الأحداث مؤشر خطير لبداية اندحار الولايات المتحدة الأمريكية الى التمزق والتشرذم وان إسقاط تمثال جورج واشنطن مؤسس أمريكا يمثل أعلى درجات الغضب الشعبي لرمز أمريكا وهذا الحدث الذي لم يتوقع حدوثه جعل المرء يذهب باستنتاج ان الأمر يتعدى قتل رجل أسود بل هي تراكمات حقبة من الاضطهاد والقمع والبطش وعدم المساواة سادت أمريكا لحقب طويلة من السنين… وان الانفلات الامني في بعض الولايات رافقه حرائق في الدوائر الحكومية ونهب في الممتلكات الخاصة قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تفرط في القوة لمواجهة هذه الاحتجاجات وبذلك تتطور إلى بروز مطالب جديدة للمتظاهرين يكون الاقتصاص من الشرطي المجرم القاتل من المطالب الأخيرة وهذه تشكل علامة فارقه في مسار الأحداث والتي تدق ناقوس الخطر وان استمرار هذه الاحتجاجات واتسعها قد ينذر بتحول خطير في الوصول الى تفكك المنظومة السياسيه لامريكا وقد سمعنا ان بعض حكام الولايات بدرت منهم تمردات لاوامر البيت الأبيض في التعامل مع جانحة الكورونا وهي علامات تنذر بتحولات خطيرة في مسار الأحداث وليس بعيد من تفكك أمريكا وطلب الاستقلال من قبل الولايات خاصة التي تمتلك قوة اقتصادية كبيرة وهذا وارد وهو نتيجة منطقيه لعبث أمريكا في مقدرات الشعوب وانتهاك سيادتها وتدمير اقتصاديتها في حروب عبثيه هدد السلم العالمي منذ الحرب العالمية الثانية وان ما قامت بها أمريكا هي اولا للشعور بالتجبر والطغيان وكذلك ارضاء لربيبتها إسرائيل وتناغما بين الصهيونيه والراسمالية وان هذا الانحدار القادم هو ينذر بتغير الخارطه السياسيه لكثير من الدول الضالعة في هذه المخططات اللعينه وليس دول الخليج بعيدة عن هذه التطورات وخاصة السعودية التي تستمد وجودها من حماية الولايات المتحدة الأمريكية وما الامر الا وقت وزمن ليس طويل. ان تطور الأحداث وازدياد حالات النهب والسرقة أظهر للعالم ان الولايات المتحدة الأمريكية من الوهن والضعف حتى انها لم تستطع ان تسيطر على الشارع مما يجعل ثقة مواطنيها بالمنظومة الامنيه قد تزعزت مما يجعلها تعيش في خوف وتوجس جعل أصحاب المحال والمولات يستعينون بقوى خارج المنظومة الأمنيه حتى يحمون ممتلكاتهم وهذا اتجاه خطير في بنية الدوله ككل يجعل الثقة بالدولة محل تلاشي من قبل مواطنيها والذين انقسموا بين ناهب وسارق استغلوا الانفلات الأمني وبين غاضب ومحتج سلميا على مقتل المواطن الامريكي الزنجي بل ان هذا الحدث امتدت تداعيات الى الكثير من بلدان العالم مستنكرينه وكذلك الأسلوب المفرط بالقوة التي تواجه فيها الشرطة المحتجين السلمين تاركين السراق يعبثون بالممتلكات الخاصة والعامة ويبقى هناك أمر غاية في الانتباه وهو الامر الإلهي الذي له الكلمة الفصل في عقاب كل الطغاة ثارا لكل الدماء البريئه والتي سفكت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية طيلة اكثر من سبعين عاما سواءا في هيروشيما او نكازكي او الحروب التي شنت في بلدان فيتنام وافغنستان وكوسوفو وليبيا واليمن والعراق وسوريا وفلسطين والتي كانت اليد الامريكيه المجرمة لها الاولوية الأولى سواء مباشرة او بواسطة عملائها ومرتزقتها وانتهائكها سيادة الدول واخر ما شاهدنا في انتهاك سيادة العراق وقتل الشهيدين ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني والتي اعترفت أمريكا متبجحة بقتلهما حتى شاهدنا المجرم ترامب يصرح بان العالم بعد قتل سليماني أصبح أكثر أمنا فاذا الرد الإلهي جاء بما لا يتصوره عقولنا العاجزه عن ادراك القدرة الالهيه واذا بعشرين دولار تعود بفلوريد والذي كان ضحية برئيه تجعل أمريكا تنتفض وتسقط هيبتها بين شعوب العالم . وعلى الباغي ادور الدوائر… ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.