لنتعرف علی المزید من فیروس کورونا
د.مسعود ناجي إدريس
( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (7 – سورة الفتح)
ان جيوش السماوات والأرض كلهم جند الله وهو القادر و يعلم كيف يدير نظام الكون بذمته.
كورونا! لا اعلم من انت وتحت يد من ولأي هدف صُنعت، لكن ما اعلمه ان ما من ورقة تسقط من شجرة الا بأذن الله، وانت ايضاً بدون اذن الله لن تستطيع اخذ روح اي انسان على وجه الارض، يا لمدى ذكائك ومهارتك في الوصول الى الشرائح المختلفة من الناس و قدرتك على الانتقال في جميع انحاء العالم .
كورونا! أي جندٍ إلهي غير مرئي أنت وكيف استطعت سجن جميع المخلوقات في منازلهم دون حراسة ؟ أي جندٍ من جنود الله أنت بحيث أن اكبر واحدث المختبرات في الدنيا وقفت عاجزة امام مجزرتك العالمية؟!
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۖ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٢٢ - العنكبوت)
انت الانسان ( المخلوق العاجز) لن تستطيع أن تفعل اي شيء لا في الأرض ولا في السماء ، وليس لك ولي أو مساعد إلا الله.
كورونا! أي جندٍ إلهي غير مرئي أنت، استطعت ان تمنع اصحاب القصور من السفر الى قصورهم ، أي جندٍ من جنود الله أنت تتسلل إلى أقوى الأماكن التي يحرسها حراس مسلحون بهدوء ودون أن يراك احد؟
أي جندٍ من جنود الله أنت، حولت حياتنا وجعلتها شبيهة بيوم القيامة عندما تهرب الأم من طفلها ويجلس الأب على مسافة من طفله خشية عليه من الموت؟
أي جندٍ من جنود الله أنت لديك هذه العدالة في القتل، لا تفرق بين الفقير و الغني، الرئيس و الوزير، العامل والمتسول ؟ أي جندٍ من جنود الله أنت، لو دفع الاغنياء كل ثرواتهم في المستشفيات الخاصة لا يكفيهم لدرء شرك عنهم كما أن ثرواتهم لا تقدم لهم الحماية كما كانوا يعتقدون؟
أي جندٍ من جنود الله أنت، جعلت الانسان يخشى التقرب من الاخرين اكثر من خشيته التقرب من الكلاب و القطط ؟
أي جندٍ من جنود الله أنت، أقوى اسهم وثروات أغنى أغنياء العالم تهتز و تنهار عند سماع اسمك و معرفتهم بعدم القدرة على القضاء عليك؟
لقد جئت لسجن الخلائق في منازلهم بسبب جرائمهم، في سجون بلا قضبان!!!!
يجب على كل سجين أثناء سجنه أن ينفرد بنفسه ليفكر في الخطيئة التي ارتكبها، لقد أتيت لتظهر قوة خالقك وعظمته على مخلوقاته. لقد أتيت للإجابة على ادعاءات الذين قالوا إذا كنت غنياً فسوف تشفى ، جميع الأمراض كانت للفقراء وجميع النعم للأغنياء، إذا كنت غنياً فستستمتع بالعالم ، وما إلى ذلك.
انت اتيت لتذوقنا شعور حاجة الفقراء، هم حولنا منذ سنين لكننا لم نكن نشعر بهم ، لم نخجل من انفسنا عندما كانوا يبقون في منازلهم في الاعیاد لانهم لا يمتلكون الملابس الجديدة و الحلويات و المصاريف اللازمة للخروج، كانوا يكرهون العيد بسبب النقص و الاحتياج المادي الذي جعلهم يغلقون ابوابهم في هذه المناسبات السعيدة. اتيت لتذوقنا الم الايتام المحتاجين الذين يبقون في منازلهم
كورونا! اتيت حتى لا نقيم مجالس العزاء لموتانا، و يتم تشييع الجنازة من قبل افراد قليلة ولغيت مراسم التشييع و العزاء حتى يموت جميع الناس بنفس السبب ولا يُفرق بين الاغنياء و الفقراء.
لقد أتيت لتقرب لنا أعظم حقيقة في حياتنا ألا وهي الموت ، ولتظهر لنا أننا يجب ان نتخلى عن رغباتنا ونعلم أن الموت ليس بعيداً عنا ، لتكون قريباً من الموت دون الحاجه الى الذهاب إلى ساحة المعركة ، فقط اذهب إلى السوق مرة واحدة و سيكون السوق ساحة المعركة.
لقد أتيت لتُذكر البشرية بنعمة الصحة وتقول لهم بأن الله ليس مدينا لك بالرخاء والمتعة ، أيها العبد! أنت الذي لطالما كنت على قيد الحياة مدين بالشكر على كل النعم لإلهك.
لقد أتيت لتذكرنا برب العباد الذي نسيناه ، وحتى تُكمل المهمة التي اتيت لأجلها في كل انحاء العالم كي تُيقظنا لهذه الحقيقة و تعيد قلوبنا إلى الباري عزل وجل فمن غير المحتمل أن تودعنا دون ايصال رسالتك!!