الصين تعلن مستوى الخطر الثالث لتفشي مرض الطاعون الدملي وهناك أنباء بأنتقاله لبعض الدول
الطاعون الدبلي "bubonic plague" هو مرض حيواني المنشأ وينتشر بين القوارض الصغيرة "الفئران والجرذان"، والبراغيث، ويقضي هذا المرض على ثلثي المصابين به في حال عدم خضوعهم للعلاج اللازم. مرض الطاعون قديم جدا وأودى بحياة الملايين من البشر في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وأطلق عليه "الموت الأسود"، لظهور بقع من الدم تصبح سوداء تحت جلد المصاب.
تنتقل عدوى المرض الى الإنسان عن طريق البراغيث، لذلك مراعاة النظافة العامة والتحكم في تكاثر الفئران وانتشارها تساعد في الوقاية من خطر هذا المرض.
وينتشر هذا المرض من دولة الى أخرى عن طريق الفئران التي تنتقل بواسطة وسائل النقل.
وسبق وأن دمر هذا المرض حضارات عديدة عبر التاريخ، فيما الفضل في انحسار الطاعون حاليا يعود إلى تحسن الظروف الحياتية واستخدام المضادات الحيوية وانتشار المعارف الطبية الأولية بين البشر.
وهناك ثلاثة أنواع من هذا المرض:
1 – الطاعون الدبلي – يسبب التهاب اللوزتين والغدد اللمفية والطحال وتظهر أعراضه على شكل حمى وصداع ورعشة وآلام في العقد اللمفاوية.
2 – الطاعون الدموي – تتكاثر فيه الجراثيم في الدم وتسبب حمى ورعشة ونزفا تحت الجلد أو في أماكن أخرى من جسم المصاب.
3 – الطاعون الرئوي – تدخل الجراثيم إلى الرئتين وتسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين من الشخص المصاب بهذا النوع، أي يمكن أن يكون هذا النوع وسيلة للإرهاب البيولوجي.
ما الفرق بين أنواع الطاعون من حيث سير المرض والعلاج؟
عدوى الطاعون لها شكلان رئيسيان، يعتمدان على مسار العدوى: الشكل الدبلي والشكل الرئوي وجميع الأشكال قابلة للعلاج والشفاء إذا ما اكتشفت في وقت مبكر بما فيه الكفاية.
الطاعون الدبلي: هو أكثر أشكال الطاعون شيوعا على الصعيد العالمي، وهو ينجم عن لدغة برغوث حامل للعدوى.
وتخترق عصوية الطاعون، أي اليرسنية الطاعونية، الجسم في موضع اللدغة وتعبر لتصل إلى أقرب عقدة ليمفاوية وتتكاثر فيها.
ثم تلتهب العقدة الليمفاوية وتتوتر وتصبح مؤلمة ويطلق عليها اسم "الدبل".
وفي مراحل العدوى المتقدمة، يمكن أن تتحول العقد الليمفاوية الملتهبة إلى قرحات مفتوحة مليئة بالقيح.
ويعتبر انتقال الطاعون الدبلي بين البشر أمرا نادر الحدوث ومن الممكن أن يتطور الطاعون الدبلي وينتشر إلى الرئتين، فيما يعرف باسم الطاعون الرئوي والذي يعتبر من أنواع الطاعون الأكثر وخامة.
الطاعون الرئوي أو طاعون ذات الرئة – هو أشد أشكال الطاعون فتكا. وقد لا تزيد فترة حضانته على 24 ساعة وأي شخص مصاب بالطاعون الرئوي قد ينقل المرض عن طريق الرذاذ إلى البشر الآخرين.
والطاعون الرئوي غير المعالج يكون مميتا، ما لم يتم تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر. ومع ذلك، فإن معدلات التعافي تكون مرتفعة إذا تم اكتشاف المرض وعلاجه في الوقت المناسب (في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض).
ما هي أعراض الطاعون؟
عادة ما تشمل الأعراض ظهور حمى مفاجئة في البداية، ورعشة، وآلام في الرأس والجسم، وضعف وقيء وغثيان. وقد تظهر أيضا الغدد الليمفاوية المؤلمة والملتهبة أثناء الطاعون الدبلي.
وتظهر أعراض الشكل الرئوي بشكل سريع بعد العدوى (أحيانا خلال أقل من 24 ساعة)، وتشمل أعراضاً تنفسية وخيمة مثل ضيق النفس والسعال، الذي يصاحبه البلغم الملوث بالدم في كثير من الأحيان.
كيف يختلف الطاعون الرئوي عن الطاعون الدبلي؟
الطاعون الدبلي هو الشكل الأكثر شيوعا من أشكال الطاعون، ولكنه لا يمكن أن ينتقل بسهولة بين الناس. وبعض الأشخاص المصابين بالطاعون الدبلي يظهر عليهم الطاعون الرئوي، ما يعني انتشار العدوى إلى رئتهم. وقد ينتقل الطاعون الرئوي بين الناس من خلال السعال. ويتراوح معدل إماتة الطاعون الدبلي بين 30٪ و60٪، في حين يكون الشكل الرئوي مميتاً في حالة غياب العلاج. ولكن معدلات التعافي من النوعين جيدة إذا ما عُولج الناس في الوقت المناسب.
كيف يمكنني حماية نفسي من العدوى بالطاعون؟
للوقاية من انتشار الطاعون الرئوي، تجنب المخالطة عن كثب (أقل من 2 متر) مع شخص مصاب بالسعال، وقلل من الوقت الذي تقضيه في المناطق المزدحمة. وللوقاية من الطاعون الدبلي، امتنع عن ملامسة الحيوانات النافقة وقم بارتداء طارد الحشرات أثناء تواجدك في المناطق التي يتوطنها الطاعون.
ما الذي ينبغي علي فعله إذا اشتبهت في إصابتي بالطاعون؟
في حال الإصابة المفاجئة بأعراض الحمى والرعشة وآلام العقد اللمفاوية والتهاباتها، أو ضيق النفس المصحوب بالسعال و/أو البلغم الملوث بالدم، ينبغي للمسافرين الاتصال بالخدمات الطبية على الفور التماسا لتقييم الحالة. (ينبغي على المسافرين الذين غادروا مناطق متضررة بالطاعون إبلاغ العامل الصحي المتابع لهم بسابقة سفرهم إلى مناطق متضررة بالطاعون). وينبغي على الناس تجنب تعاطي الأدوية من تلقاء أنفسهم، بما في ذلك استخدام المضادات الحيوية، ما لم يتم تشخيص حالتهم من قبل أحد العاملين الصحيين.
كيف تُشخّص الطاعون؟
يجرى العاملون الصحيون التقييم استنادا إلى الأعراض. ويستند تأكيد الإصابة على الفحص المختبري لعينة من الدم، أو البلغم (سائل مبصوق من داخل الرئتين)، أو قيح مأخوذ من دبل.
كيف يمكن علاج الطاعون؟
يمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية، ويشيع التعافي إذا ما بدأ العلاج مبكراً. وفي المناطق التي تندلع فيها فاشية الطاعون، ينبغي أن يتوجه الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض إلى مركز صحي لتقييم الحالة والعلاج. ويجب عزل المرضى المصابين بالطاعون الرئوي وعلاجهم على يد طاقم طبي مدرب يرتدي معدات الحماية الشخصية.
إذا كنتُ في منطقة تندلع بها فاشية طاعون نشط، فهل ينبغي علي ارتداء الكمامة لحماية نفسي؟
يعتمد ذلك على مستوى تعرضك للمرضى. ويمكن للناس الذين يعيشون في مجتمعات يتواجد بها الطاعون ارتداء الكمامات إذا ما رغبوا في ذلك، ولكن يجب التخلص منها بشكل سليم حتى لا تصبح هي نفسها مصدرا للعدوى. وقد تساعد الكمامات على الحد من انتشار الطاعون الرئوي إذا ما استخدمت بشكل صحيح من قبل الأشخاص المصابين بالمرض (للحد من انتشار الرذاذ)، ومن قِبل العاملين في مجال الرعاية الصحية (لحماية أنفسهم).
هل تنشر الجثث الطاعون؟
قد تتسبب جثة شخص توفى إثر إصابته بالطاعون في الإصابة بالعدوى للأشخاص المخالطين له عن كثب، من قبيل من يعدون الجثمان للدفن، ومصدر العدوى هو البكتيريا التي لا تزال موجودة في سوائل الجسم.
المصدر: RT + WHO